إعلان في الرئيسية

أخبار ساخنة

إعلان أعلي المقال

الصحة الصحة

ألم الضرس في منتصف الليل


ألم الضرس 




في ثلث الليل الأول عندما تأتي رياح باردة فتوقظ  البكتيريا والألم في قاع ضرسك ستندم على أرث طويل من أكل الشكولاته والحلوى والخبز الساخن،فتهرع إلى الصيدلية فتعطيك تلك الفتاة الشبيهة بفرشاة الأسنان مسكنا من فئة 400mg فتستخدم حبتين دفعة واحدة،وبعد معارك طاحنة ترفع البكتيريا الراية البيضاء فيغادر الألم دون أن يكمل مهمته المفترضة،فتشعر بسعادة عارمة تجعلك تظن أن خلفاء الدولة العباسية يشعرون بالغيرة منك ففي عهدهم لم تكن توجد هناك مسكنات الألم،ومن فرط سعادتك تظن أن نسبة البطالة في الجزائر 1%،وأن المطر كان ينهمر على منزلك منذ ساعتين لكنه توقف فجأة ودون أن ترى قطرة واحدة امام الباب،وأن هناك فيديو يتم تداوله أثار ضجة هائلة والكثير من الاستغراب ويظهر فيه مواطن يتبول في مكان كتب عليه ممنوع البول، وأن الوزير الفلاني في الحكومة  قدم استقالته بعد تهم وجهت له بأخذ بعض الرشاوى..

ذلك الألم في ضرسك يجعلك تضع الوسادة فوق رأسك وتتخيل وكأن أحدهم يأخذ إبرة حادة ويحركها في أعماق ضرسك،بالرغم من أن المسافة بينك وبين الناس من حولك ضئيلة إلا أنهم لا يشعرون بك لأنك لا تصرخ ولا تتأوه،لذلك أصدق ديكارت حينما قال إن المظاهر خداعة،فوراء ذلك الزجاج اللامع وتلك الكلمات المبتهجة ربما يختبئ جرح عميق!

فلا تحسبوا ذلك الصامت الجالس بأدب لا يجيد الكلام ربما يتقن عدة لغات،ولا تحسبوا ذلك الجالس في سيارة راقية ومعتمة وهو يمر على المتسولين دون أن يوزع النقود بخيلا ربما يكون مجرد "شفور"،ولا تحسبوا تلك السيدة التي تتمشى في زقاق ضيق في ليلة باردة بائعة هوى ربما تكون أما لعدة أيتام وتبحث عن دواء لطفلها المريض،إذا رأيتم رجلا يسكن في أرض جرداء وقاحلة لا تتهموه بالجنون ربما يبصر في باطنها ما لا تبصرونه أنتم،وإذا رأيتم أحدهم شارد الذهن لا تحسبوه غائبا ربما يحاول أن يستمع لنبضات قلوبكم!

وحدها نشوة الألم تجعلك ترى الحياة صقيلة وناصعة البياض،ووحدها آلام الضرس تجعلك تدرك أن زوال الألم ربما يكون أكثر لذة من اللذة نفسها!


صبحكم الله بكل خير وعافية..


واقول ماتقرؤون واستغفر الله لي ولكم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *