إعلان في الرئيسية

أخبار ساخنة

إعلان أعلي المقال


نوكيا 3310!

لقد أحببتها من أول نظرة،وهي تستلقي بكل ثقة وراء زجاج المحل بين "الآيفون" و"الكالكسي" ومجموعة من الأخوات الصينيات المتبرجات،جذبني لونها الذهبي كسماء الربيع،وقوامها المعتدل كأنها "انجيلا جولي" عندما تقف على قارعة طريق قبيل الغروب تبحث عن "تاكسي"...كانت شاشتها صلبة كزجاج سيارة مصفحة،وكان الضغط على أزرارها الممانعة يجعلني كعازف بيانو لا يشعر بتعب أصابعه!

عندما أصيبت بوعكة صحية ذهبت بها للأخصائي،حيث قام باستئصال برنامجها القديم،كللت العملية بنجاح باهر،وعادت لسابق عهدها!ليس لها ضجة وجلبة في عالم "مارك"،لكنها في الواقع هادئة وصامتة كصاحبها،فمنذ أيام لم تزرها رنة ولم تطرق شاشتها رسالة باستثناء رسائل العروض الترويجية لموبليس...لقد هرمت نوكيا 3310!

بطاريتها اصبحت مثل "سونلغاز" تلوح بضعفها في الأوقات الحرجة ككتابة منشور مثلا،وشاشتها اصبحت مضببة كغرف الحمامات المكتظة بالبخار ومتصدعة كجدران منزل من الطين لفلاح يسكن في اعماق الوطن!

لكنني احببتها ولا اظنني اريد  التخلص منها ، بالرغم من عدم  وجود  "الواتساب" ولا "الفايبر"ولا الفيسبوك ولا تقرأ PDF وذاكرتها هشة كذاكرة موظف حكومي داهمه التقاعد ولايزال يسكن في منزل مؤجر!

نحن في العالم الثالث،نفرط في الإستهلاك العشوائي،فمواكبتنا للموضة تجعلنا ضحية للإسراف ونحن لا ننتج،لدي المال لكنني لن استبدل هاتفي قبل أن يلفظ انفاسه الأخيرة!!

من المتألقة سامسونجj6+،وهي بعد لم تحتفل بعيد ميلادها الأول،وقد دب فيها الوهن !


والصورة للمتهالكة 3310وهي مستلقية بين اخواتها الايفون ولبلاكبيري والاخوات الصينيات....


واقول ماتقرؤون واستغفر الله لي ولكم....








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *