الماء والخضراء والراتب الحسن!
تلك الثلاثة من المؤكد أنها تذهب الحزن،لا سيما الراتب إن كان حسنا ويستطيع الصمود حتى منتصف الشهر،أما صموده حتى نهاية الشهر،فذلك شيء صعب،وقد يحتاج من الدولة إلى تخضيب أصابع العامل بالحناء،حتى يبدو كعروس مهرها 30مليون سنتيم
،وربما يحتاج أيضا إلى تخصيب وزارة الاقتصاد والمالية،بغية تحسين نسلها من الضرائب الأفقية بحق الرعية(أنا وأنت)...
بالنسبة للماء،أعتقد أن الحنفية مقطوعة غالب الوقت بالنسبة للكثير منكم،لكنها ستعود ولو بعد حين،وساعتها سأغتسل جيدا من ذنوب سبتمبر حتى أخلص النية للدخول الاجتماعي الجديد،لكن المشكلة تكمن دائما في نية الإصلاح لدى وزارة المياه.
بالنسبة للخضار،إن الجلوس داخل بستان والنظر إليه قبيل الغروب،كفيل بفتح شهية الوجدان وتزويد القلب بالبهجة والسكينة..
أنا مدين للصحراء بالكثير،فقد جعلت مني رجلا صبورا وحكيما،لا ابتسم مطلقا حتى لو وصلتني رسالة نصية من البنك تفيد بدخول الراتب،لأنني ادرك تماما أن يوم دخول الراتب هو يوم خروجه،وهكذا الدنيا.
بعيدا عن الرواتب المتقزمة وقريبا من الطبيعة،علموا أولادكم عشق الجمال وطرح الأسئلة العميقة!
فآلاف الألوان في الأفق تموت كل صباح،عندما لا تجد رساما يلاحق الجمال بقلبه،وآلاف الأجوبة تموت كل مساء،عندما لا تجد عقلا يجيد طرح الأسئلة.
تلك السماء الرحبة في الأعلى،لن تقترب من الذين لا يقتربون منها،الجاثمون على الأرض كنباتات الفطر،لن يجدوا الرغبة مطلقا في تسلق سلم المعرفة..
لو أن نيوتن أكل تفاحته دون أن يطرح سؤاله "الغبي" وقتها في نظر "العقلاء"،لبقينا نمارس فريضة الحج إلى مكة على ظهور الجمال،إن الله يدعونا دائما للتفكر والتدبر،والطبيعة تساعدنا على فعل ذلك،ففي طياتها تتوارى كل الأجوبة التي قد تلهمنا الإيمان والإعمار.
الذي يستيقظ ليطرح سؤالا جديدا،ليس كالذي يستيقظ ليتدثر بجواب قديم،والذي يستيقظ باكرا ليستمتع بنور العقل،ليس كالذي يستيقظ ليغلق النوافذ في وجهه.إن رؤية الماء والخضراء والوجه الحسن تقوم بتنقية الخيال،فرؤية الجمال تفتح نوافذ الروح،ففي العالم الآخر وعد الله الأتقياء منا بالتمتع بالجمال السرمدي،وجنة تجري من تحتها الأنهار لطالما تكرر هذا الوصف في القرآن الكريم.
المسلمون أبدعوا أكثر في مجال الفنون والعلوم،عندما وصلوا الأندلس وابصروا حدائقها الغناء،
اليونانيون كانوا من أقدم الشعوب التي قامت بسبر أغوار الفكر والعلوم،وقد خلد التاريخ علمائهم كطاليس وأرسطو وأرخيمدس وأفلاطون وبيتاغور،ربما لأنهم من أقدم الشعوب التي سكنت المدينة وراقبت خرير الماء ونمو الورود،الشعوب التي سكنت بجوار ضفاف الأنهار ومارست الزراعة،كانت الأكثر تحضرا..
المغول تحت قيادة جنكيز خان جابوا الشرق وحطموا أسوار المدن المتينة،لكنهم في النهاية ذابوا في تلك الحضارات التي قاموا بغزوها،لأنهم قوم عاشوا على ظهور جيادهم،ولم يعرفوا الزراعة والتمدن مطلقا!
الشعوب التي عاشت على صيد الحيوانات البرية،بقيت في الغابة ولم تتطور،كالإسكيمو في القطب الشمالي وبعض القبائل في قارة إفريقيا....
كلما شيدنا المدن كلما كان فهمنا للمواطنة أكثر نضجا!
وكلما زرعنا الأرض،كلما كان ارتباطا بها متينا وحبنا لها أقوى،وكلما تفقهنا في المحبة وتعلمنا المشي بتوازن على أرصفة الإختلاف،كلما صارت قلوبنا إلى الله أقرب.
هنا حاسي مسعود ،ولا زال الصراع مع اشارة موبليسE اللعينة مستمرا،لذا أعتذر عن كل تلك الأخطاء اللغوية والتاريخية التي قد ترد في التدوينة أعلاه.فبسبب E،أصبح تعديل المنشور هنا صعبا للغاية عكس تعديل الدستور طبعا،كما أنني أعتذر عن عدم التفاعل مع تلك التعاليق التي تثير إشكالية أو تنتهي بسؤال؟
كما يسرني أن أقدم إعتذارا لوزارة البيئة ولأشجار الوادي المحاطة بالرمال الكثيرة،لأنني سأعد الشاي .
أظنني أصبحت ضليعا في إشعال النار والعياذ بالله..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق