التيس السعيد !!
بعد طلب الزواج الذي عرضته لمعزتي العزيزتين... انهالت العروض بالجملة ... فجميع التيوس تريد وصال أسعد وأجمل معزتين في العالم ... !!
ورغم أن البعض لم يعجبهم أسماؤهما إلا أنني أجدها مناسبة جدا لهما..فالله قد بارك لي فيهما وحققت الإكتفاء الذاتي من الحليب والزبدة والجبن والدهن واليوغورت الرائع...
ورغم أن البعض لم يعجبهم أسماؤهما إلا أنني أجدها مناسبة جدا لهما..فالله قد بارك لي فيهما وحققت الإكتفاء الذاتي من الحليب والزبدة والجبن والدهن واليوغورت الرائع...
وصلتني عروض كثيرة عن تيوس إسبانية (لأن الأصل الأول لأغلب الماعز عندنا إسباني كونها ذات جودة ممتازة) وصرت أختار من بينها عمن تتوفر فيه الشروط اللازمة. والخصائص الكاملة.. وبالفعل وقع اختياري على تيس حسن الشكل وأصيل إلا أن صاحبه لم يؤكد لي على جانب الرومنسية... وأحضرته للبيت أخيرا...
كان أبيض اللون .... قليل الدهن... بهي الطلعة ...ثاقب النظرة...بدون قرون... كثيف الحواجب والجفون... عريض المنكبين...طويل الأذنين...دقيق المنخرين...عظيم القائمتين...ممشوق القامة....مسيح الهامة...يمشي باستقامة....وعلى رأسه شامة ... ... تظهر من تعابير وجهه بعض الحكمة ... وبعض من دلائل الحنكة.. خاصة وأنه كان ذو لحية طويلة تحكي خبرته الواسعة في ترويض الماعز بجميع أشكالها.... كان يظهر جليا أنه "زير ماعز"
بمجرد أن وضع حافريه على المكان وإذا به يهتز... وإذا بالقلوب تقفز...
واثق الخطوة ...يمشي ملكا...ظالم الحسن...شهي الكبرياء...
واثق الخطوة ...يمشي ملكا...ظالم الحسن...شهي الكبرياء...
صار يقلب بصره يمينا وشمالا ... ولعله كان يتفحص بيته الجديد وعروستيه اللتين استقبلتاه بكل حياء وتصنع بالخجل ...
حذث بعدها أمر غريب لم أفهمه...
فمبروكة المشاكسة صارت تزيح صديقتها مباركة وتمنعها من الإقتراب من التيس وتنطحها برأسها ...وكأني بها تريد الإستئثار بالزوج الجديد لوحدها وهذا حال بعض النساء بمجرد أن تظفر بفارس أحلامها...
بينما أظهر السيد تيس علامات اللامبالاة والنرجسية وبعض من الكبرياء المخلوط بالذكورية المتسلطة كي يظهر بموقف "السي سيد" الذي لا تهزه الإناث... كما يفعل بعض الرجال ليلة زفافه... بينما في داخل سريرته يكاد يطير من الفرح والشوق !!
فمبروكة المشاكسة صارت تزيح صديقتها مباركة وتمنعها من الإقتراب من التيس وتنطحها برأسها ...وكأني بها تريد الإستئثار بالزوج الجديد لوحدها وهذا حال بعض النساء بمجرد أن تظفر بفارس أحلامها...
بينما أظهر السيد تيس علامات اللامبالاة والنرجسية وبعض من الكبرياء المخلوط بالذكورية المتسلطة كي يظهر بموقف "السي سيد" الذي لا تهزه الإناث... كما يفعل بعض الرجال ليلة زفافه... بينما في داخل سريرته يكاد يطير من الفرح والشوق !!
اتجه نحو إناء الأكل المملوء بما لذ وطاب والذي حضرته له قبل دخوله ليكون عشاء العرس...ووليمة الفرح...
وبدأ بالأكل حينا ... وحينا يرمق عروستيه بنظراته المتغزلة... وهمساته المنعزلة ... وكأن لسان حاله يقول : لا مفر لكما اليوم... نملأ البطن أولا ثم نبدأ السهرة...! فالآن حشيش وبعدها "تفحشيش"
وبدأ بالأكل حينا ... وحينا يرمق عروستيه بنظراته المتغزلة... وهمساته المنعزلة ... وكأن لسان حاله يقول : لا مفر لكما اليوم... نملأ البطن أولا ثم نبدأ السهرة...! فالآن حشيش وبعدها "تفحشيش"
تركته لوحده مع عروستيه ليتمتع ببعض "الخصوصية" وبمجرد انصرافي سمعت جعجعة كبيرة ورأيت طحينا وغبارا وصراخا وكأنه كان ينتظر رحيلي !
أدركت حينها أن ذكور الماعز تتشابه كلها ولا تتسم بالرومنسية مطلقا... مثل حال بعض رجالنا ... فالتيس يبقى تيس ولو جاء من السويس...!!
وأمسيت أشفق على معزاتي الحبيبات من التيس العنيف العديم المشاعر ...!
وأمسيت أشفق على معزاتي الحبيبات من التيس العنيف العديم المشاعر ...!
لم يتوقف صراخ التيس منذ ذلك الوقت الى غاية الثانية صباحا حتى غلبني النوم ...وكأن لديه قوة 20 تيسا بداخله...
فضحنا التيس أمام الجيران وأكسبنا إثم إزعاجهم... ولم نستطع النوم أنا وأطفالي من شدة العويل و"التولويل" والصراع الطويل...
حتى أن إبني عمر سألني لماذا يصرخ هكذا؟ فلم أجد إجابة مقنعة له إلا بأنه سعيد فقط ببيته الجديد وأخبرته بأن لا يذهب باتجاه ذلك المكان " أبدا " (بحجة الغبار ).. كي لا يشاهد الملحمة الكبيرة التي تقع هناك ...
حتى أن إبني عمر سألني لماذا يصرخ هكذا؟ فلم أجد إجابة مقنعة له إلا بأنه سعيد فقط ببيته الجديد وأخبرته بأن لا يذهب باتجاه ذلك المكان " أبدا " (بحجة الغبار ).. كي لا يشاهد الملحمة الكبيرة التي تقع هناك ...
في الصباح ... اتجهت نحو معزاتي فإذا بي أجد كل واحدة في زاوية وهي تصك... وقد احمرت عيناهما من شدة السهر والتعب ..والصراخ والنحيب...
فقد أمضيتا ليلة بيضاء في الكر والفر مع التيس الأغبر ... اما هذا الأخير فقد كان يصول ويجول ... بالعرض وبالطول.... دون أي تأثر بالسهر... ولا بطول العمر... فقد بات الليل بطوله يؤلف سيمفونياته على ضوء القمر... بل شاهدت في عينيه عبارات هات الجديد...و هل من مزيد"...!!
فقد أمضيتا ليلة بيضاء في الكر والفر مع التيس الأغبر ... اما هذا الأخير فقد كان يصول ويجول ... بالعرض وبالطول.... دون أي تأثر بالسهر... ولا بطول العمر... فقد بات الليل بطوله يؤلف سيمفونياته على ضوء القمر... بل شاهدت في عينيه عبارات هات الجديد...و هل من مزيد"...!!
أما "مبروكة" المشاكسة فيبدو أنها قد تعلمت الدرس جيدا فقد انكسرت شوكتها بعد أن كانت مسيطرة على كل شيء وتحرم صديقتها حتى من الأكل وهاهي الآن في موضع الجارية... و المطلوبة في كل ثانية ولا تتحرك إلا بإذن السيد تيس... وإلا ينالها النطح والرفيس...!
كنت قد تيقنت أنهما حملتا منذ هذه الليلة لكن الأعراف تقول أن يبقى معهما على الأقل مدة أسبوع ...
وأتمنى من الله أن يخرجهما سالمتين من هذه المرحلة ... وأن يتجاوزا عنفوان هذه الملحمة ...وأن يكلل هذا الزواج العرفي بتوأمين أو أكثر لكل واحدة منهما ومزيدا من الحليب اللذيذ واللبأ الطازج...
أتمنى منكم الدعاء لهما بالذرية الأصيلة و المباركة وأهلا وسهلا بالجميع...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق