صرخة رعب
في ليلة من ليالي صيف 1985حالكة الظلام كمستقبل عجلة الاقتصاد في البلاد ، كنت أسير في الطريق عائدا من سهراتي المعتادة مع اصدقائي... لمحت ذلك الضوء الذي يتخلل الظلام كما تتخلل الرشاوي أيدي المفسدين ، اقترب ذلك الضوء شيئا فشيئا... و إذا به سيارة ، تعتريها جماعة من الخلف ، كنت أسير على ذات الاتجاه الذي يسيرون عليه ، فقلت في نفسي لم لا أركب معهم ليوصلوني أو على الأقل ليخففوا علي طول المسافة ، ركبت السيارة من الخلف ، كان الجميع في الخلف رجال ، لكن ، لم وجوههم جميعا مكفهرة و لا توحي بالفرح ؟ هل يعقل أنهم قطاع طرق ؟ و اذا كان الجواب نعم ! ، لم اختارو هذه القرية بالذات ؟؟ اسئلة من بين أخرى ، داهمتني مع مزيج من الرعب...!! بدأت أتفحص جميع الأوجه بدئا من اليمين وصولا إلى اليسار ، و انا أتمسك بحافة السيارة ، و قبل وصولي للطرف الأيسر من الرجال ، أزحت بناظري للأسفل ، لأتفاجأ بجثمان أحدهم تحت أرجلهم !! يلتفون حوله بشكل دائري... مع ترنيمات خافتة كانت تلوح في الأفق.... أما أفقي أنا فكانت سماءه تمطر العرق بغزارة رغم برودة الجو ، و لا شيء يلوح فيه غير الخوف ! حاولت أن أتماسك نفسي حد الإمكان... من شدة الرعب الذي انتابني حينها ، تجاوزت المنزل دون أن اشعر بذلك... تيقنت أنها جنازة في طريقها إلى الدفن ، حاولت مرارا اقناع نفسي أنها دقائق و تمضي.. وصلنا المقبرة ، كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. وقفت في الخلف بانتظار أن يغسلوا الجنازة و نضع اللمسة الأخيرة و نمضي... قطع أحدهم حوار الذات ذاك ، ليسألني " عندك حاجة تضوي" أجبته لا ، زاد منسوب الرعب ذاك ، و حين نظرت إلى ذلك الرجل الذي سألني ، تفاجأت بعينيه الحمراوتين ، و ثيابه التي توحي أنه هو الجثمان !!! حين لمعت عينيه و بدأت بالصراخ !! سمعت صراخا من الجهات الأربعة من المقبرة ، كأن هناك من يقلدني ، ركضت دون أن ألتفت إلى الوراء ! و بعد مضي دقائق من الركض تجاوزت فيها حدود المقبرة... فزعت لذلك الصوت الذي ينادي اسمي مرارا ، إذا بها والدتي رحمة الله عليها - توقظني للدراسة... كان ذلك مجرد حلم..!! و الحمد لله أسعد الله أوقاتكم بكل خير وتقبل الله صيامكم وقيامكم وحص فطوركم.. واقول ماتقرؤون واستغفر الله العظيم لي ولكم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق