🔲في مثل هذا اليوم و الشهر من عام 1852 قصفت فرنسا مدينة الاغواط الجزائرية بمادة الكلوروفورم السامة في اول استخدام للسلاح الكيماوي بغرض الإبادة ......... انها مجزرة الأغواط 04-12-1852 أول #إبادة بالأسلحة الكيميائية في العالم
▪قبل أن نشرع في الحديث حول هذه الذكرى المؤلمة نرجع قليلا إلى الوراء، و نلفت نظر بني الأغواط بأن في 05 جويلية 1830 تاريخ احتلال الجزائر من طرف القوات الفرنسية فإن الجنيرال بورمو (Bourmont) جعل من العاصمة الجزائر مدينة إدارية (une ville administrative) بالتسلط على الخزينة و الثروات، و جعل من مدينة البليدة (Blida) قاعدة عسكرية (une garnison militaire) لتجميع القوات للزحف و احتلال المدن الجزائرية، ففي مدينة المدية (Médéa) كوّن قوات السبايس (corps de spahis) تحت قيادة الجنرال يوسف (Yussuf) الذي ترعرع و عاش في قصر الباي بتونس و تعلم اللغة العربية و التركية، و في بوغار (Boghar) كوّن قوات زواف (corps de zouaves) تحت قيادة الرائد موران (Commandant Morand).
▪ففي سنة 1844م... قام الحاكم العام للجزائر Le gouverneur général Randon فإيفاد بعثة إستكشافية (de reconnaissance) المتكونة من 2800 عسكري و 400 خيال، تحت قيادة الجنيرال ماري مونج (Marey Monge) مرفوقا بفنيين من مهندسين في إختصاص رسم الأراضي و الخرائط (géomètres, cartographes et topographes) ليأخذ نظرة عامة و دقيقة عن مدينة الأغواط لغزوها فيما بعد و يجعل منها محطة لإحتلال الصحراء (base militaire) فلاحظ أن المدينة محاطة بحزام مكثف من الأشجار لا مسكل منه و إن المدنية لها مدخل واحد معروف بالمجبد (une seule issue) و يقع مقابل جبل سيدي حكوم، يمتد من حي الضلعة إلى محطة الكهرباء
بعد ثمان (08) سنوات من بعثة ماري مونج أي في عام 1852 أمر الحاكم العام روندون (Randon) قواته بإحتلال مدينة الأغواط، و تحركت القوات العسكرية تحت قيادة الجنيرال بيليسي (Le Général Pelissier) الملقب من طرف سكان مدينة الأغواط "بإبليس". و هذه القوات مكونة من :
❇1- قوات من التّريون الجزائريون و جنود الإحتىلال، تحت قيادة "دي سوني" De Sonis
❇ 2 - قوات من السبايس (les Spahis) تحت قيادة الجنيرال يوزف (Yusuf)
❇3 - قوات من الزواف (les Zouaves) تحت قيادة الرائد مورون (Morand)
▪هذه القوات تمركزت في نواحي جبل سيدي حكوم في شهر جوان 1852 و نصبوا العلم الفرنسي في قمة الجبل، و طيلة ستة (06) أشهر حاول الجيش الفرنسي غزو المدنية من خلالعدة هجمات دون نتيجة، و كانت المقاومة بالمرصاد (une résistance et non un siège) لكل تلك المحاولات، و لقد تكبد المحتل خسائر فادحة في الأرواح، مما أجبر الجنيرا بليسي (Le Général Pélissier) لطلب النجدة و تزويده بقوات إضافية، و هو ما حصل فعلا، حيث قام الحاكم روندون (Randon) بتدعيم القوات الموجودة بالأغواط بقوات من الغرب الجزائري من وهران، سعيدة و البيض سيدي الشيخ (Oran, Saïda, Géryville) تحت قيادة الجنيرالات بوسكاران لاد ميرو و بان،و الضباط باسيار، ستائل.
▪ وقع الهجوم في 4 ديسمبر سنة 1852 و وقعت الواقعة و استعملت المدافع و الأسلحة المتطورة و مدمّرة آنذاك، و كانت الحصيلة إستشهاد 2400 مقاوم (combattants) حسب شهادات عساكر العدو، و من بين سكان المدينة الذين قدر عددهم آنذاك بحوي 6000 ساكن، كما تم حرق حوالي 70 من أبطال المقاومة أحياء كانت مجزرة القتل الجماعي للسكان الأبرياء و منهم من استطاع النجاة و الانسحاب إلى قصر الحيران و حتى الصحراء، و قد لوحظ فرار الكلاب التي لجأت إلى جبل تيزقرارين (Tizgrarine)، و من ذلك الوقت سمي هذا الجبل بكاف الكلاب (Rocher des chiens)
▪حجز أملاك بني الأغواط :
▪بقرار الحاكم العام للجزائر المؤرخ في 24-01-1953... تم حجز 517 ممتلكات بني الأغواط من بينهم أملاك قازي مبارك مسجل تحت رقم 446 من القائمة الحجز، و هو جد قازي الحاج محموم مؤلف الكتاب "Laghouat, dignité et fierté pour l'éternité"
الجلفة و الأغواط و ورقلة = موس واحد يذبحهم ، اليوم #4ديسمبر :الذكرى 166 لمجزرة قصر #الأغواط1852 “عام الخلية” كما يسميه أهل المنطقة ،وهي أول #إبادة_جماعية في العالم كله باستعمال الغازات الكيميائية استعمل في مجزرة الأغواط غاز الخردل ثم احرق الفرنسيون جثث أهلها .
• مقاومي #أولاد_نايل بقيادة التلي بلكحل، ومقاومي #تقرت و #ورقلة بقيادة محمد بن عبد الله ومقاومي الأغواط بقيادة #ناصر_بن_شهرة، توحدوا وقاوموا معا وتحصنوا في قصر الأغواط الذي تم قصفه يوم 04 ديسمبر.
هذا القصر كان مفتوحا للفرنسيين ويلعب دورا محوريا لصالح الجنرال ماري مونج ومن جاء بعده من أمثال يوسف ولادميرو منذ يوم 01 جوان 1844 اليوم الذي فيه تم تنصيب خليفة فرنسا على الأغواط وأحوازها “أحمد بن سالم”، وليس هذا المقام للتفصيل حول سبب الخلاف بين “بن شهرة” وصهره “بن سالم” بعد أن كان بن شهرة آغا على #الأرباع بمرسوم فرنسي وعونا لبن سالم.
• ما يهمنا هنا هو أن التحضير لـ “استمرار” المقاومة سنة 1852 قد بدأ من بلاد أولاد نايل التي قامت قبائلها وقصورها بصفة سرية بفتح مطاميرها لتخزين المؤونة للمقاومين في الصحراء، ولهذا فإن العقاب الشديد سيحيق بأهلها وسنرى كلاّ من الجنرال يوسف والجنرال لادميرو يستفتحان حملاتهما في بلاد أولاد نايل طيلة شهر نوفمبر 1852 ضد كل من عبازيز الشارف وأولاد سي أحمد وأولاد سيدي يونس وأهل زنينة وأولاد سيدي عيسى الأحدب وأولاد عمران من أولاد الغويني وأهل زكار … هذه البداية فقط.
• ولم يلبث مقاومو قبيلة أولاد طعبة (فرع أولا نايل) بنواحي مسعد والمجبارة أن تحركوا، فسار اليهم الجنرال يوسف ووقعت معركة أولاد طعبة الأولى، لتليها معركة أولاد طعبة الثانية بعد سقوط مدينة الأغواط.
• كل هذه الظروف دفعت بمقاومي أولاد نايل الى التوجه جنوبا والتحصن بمدينة الأغواط ويلتحق بهم مقاوموا تقرت وورقلة.
• وفيما يلي بعض من أعيان وقادة أولاد نايل ممن عُثر على جثامينهم يوم 04-12-1852... بمدينة الأغواط:
– “عطية بن الأكرد، القصير بن الحران، أحمد بن سليمان، الطيب بن عامر، بزراطة، سي محمد بن يطو، بن يوسف، الخليفة، مناد بن حرينة، امحمد بن خليفة، الشنيف، الساعد بن ابراهيم، غريش بن دلش، احمد بن الهزيل بن النغلي”
– ومن أولاد سي أحمد “المختار بن البلي، أحمد بن بالرية، قويدر بن أحمد الزواش وولده، دوامة”، هذه أسماء القادة فقط فما بالك بالجنود المقاومين. .. كان أولاد نايل أول حجرة دفاع للأغواط والجنوب عامة ، وحين انهزموا في أراضيهم لم يأخذ الأمر شهرا واحدا من القوات الفرنسية حتى كانت على مشارف الأغواط
– من الجانب الفرنسي شارك عدد كبير من الجنرالات فقد توجه الجنرال بيلسي من #وهران إلى الأغواط، وقدم الجنرال دوليني إليها أيضًا، وكذا الجنرال بليسير الذي جاء من منطقة #المدية، حيث كان في انتظارهم#معسكر الجنرال بوسكران قرب مدينة الأغواط، فحاصروا البلدة من ثلاث جهات بقوات ضخمة عتادًا وعددًا.
– في صبيحة يوم 21 نوفمبر 1852، شنت القوات الاستعمارية الفرنسية بقوام قرابة 20 ألف جندي هجومًا كبيرًا لاحتلال الأغواط، فقابلت مقاومة شرسة من أهالي المنطقة، تكبدوا خلالها خسائر فادحة، منها مقتل الجنرال بوسكران على يد المقاومين.
-بسبب انهزام القوات الفرنسية ومقتل أكبر قياداتها في الأيام الأولى للمعركة، لجأ المستعمر إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ليفتح أبواب الجحيم على سكان البلدة الريفية، حيث ستكون فرنسا أول دولة في التاريخ البشري تستعمل الغازات السامة في الإبادة الجماعية.
وهي الذكرى الي سماها أهل المنطقة «عام الخلية»
▪خلال أيام نهاية شهر نوفمبر حتى 02 -12- 1852......قصفت القوات الفرنسية منطقة الأغواط بقذائف معبئة بغاز الخردل و بالكلوروفورم، وهي مادة كيميائية سامة، إذ تؤدي كل من استنشاقها إلى تهيج الرئة، وتُحدث التهابات حادة في أنسجتها؛ مما يسبب اندفاع كميات متزايدة من السوائل الجسمية التي ينقلها الدم إلى الرئتين لتحدث اختناقًا شديدًا يؤدي إلى موت الضحية.
▪وقدر أن الذين قتلوا من سكان مدينة الأغواط بـ ثلثي سكانها فهذا القصف الكيماوي الذي نفذه المستعمر في حق ساكنة الأغواط ومقاوميها، أدى في أيام معدودة إلى مقتل ثلثي أحياء المنطقة فورًا 3000 شهيد من مجموع 4800 نسمة من سكان الأغواط في تلك الفترة، نتيجة استنشاق الغازات السامة، لتسقط المدينة في يد المستعمر بعد أن أباد أكثر من نصف سكانها.
▪ ومما قاله الضباط الفرنسيين عن هول المجزرة :
(( عندما أخفينا كل الموتى لم يبق أحياء في المدينة إلا عساكر الحملة، كل البيوت كانت فارغة من أفقرها إلى أغناها، كانت كمدينة هجرت. وفي رحاب هذه المدينة السوداء الصامتة تحت أشعة الشمس، شيء يوحي أني داخل إلى مدينة ميتة وبموت عنيف.. كانت المجزرة رهيبة، المساكن والخيام والأزقة والطرقات مليئة بجثث الموتى أحصيت أكثر من 2300 قتيل بين رجال ونساء وأطفال. لقد كان لزامًا لفرنسا لهذا الهولوكوست لتثبت عظمتها للقبائل المحاربة في الصحراء.)) –
▪ من مذكرات ضباط فرنسيين :
“كانت محنة مروعة رهيبة، رأيت جنديًّا واقفًا أمام الباب يملأ بندقيته التي اصطبغت بالدم، وجنديين فرنسيين آخرين يجريان وهما يملآن قبعاتهم العسكرية بالحلي المنهوبة من جثث النساء المرمية، فتاتين مسكينتين مطروحتين أرضًا بلا حراك، واحدة منشورة على الأرض، والأخرى ملقاة على درج، رأسها يتدلى نحو أسفله عارية، ينزع عسكري من جسدها ما تحمله من مصوغات وحلي ذهبية وفضية، امرأة ثالثة كانت تحتضر، وبقبضة يدها زر بدلة عسكرية، لقد اقتطعته من بدلة قاتلها”، القائد العسكري إيجين فرومانتان يكتب في مذكراته.
■ انها أول إبادة جماعية بالأسلحة الكيماوية في تاريخ البشرية.ربي يرحمم.....✅
بقلم المجاهد صلاح الدين محمد



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق