اصبحت أكره التطبيل للمآسي وانا مع الذين يتظاهرون بالجديَّة دائماَ،كأننا نجد اللذَّة في وأد البهجة،يَودُ الواحد منا تغيير العالم،ونحن عاجزين عن إماطة الكسل وأحلام اليقظة عن طريقنا.
ما الجدوى من الكتابة،وهل يمكن تحويل سطورها إلى أوراق نقدية من فئة الفين دينار؟يسأل أحدهم متهكماً،وقد أتعبته وعثاء القيم والمبادئ الجافة.
بسم الله الرحمن الرحيم،أما بعد:لطالما ضربتني تجارب الحياة بسياطها القاسية،منذ كنت تلميذاً هادئا في مدرستها ذات الجدران الباهتة والسقوف المثقوبة والنوافذ الضيقة،وأول حكمة تعلمتها،كانت تقول:
ازرع الخير دون رياء وفتور وبعدها انتظر الحصاد،فإن لم تحصد شيئا،فإنك على الأقل تكون قد أطعمت تلك الطيور والزواحف التي تعيش من حولك،وزرعت السرور في كل تلك النفوس التي مرَّت من أمام حقلك الأخضر،فهذا انجاز يُسعد الحياة ويرضي الله.
نعود للتهريج قليلاً،لدي إحساس عميق وليس وليد الصدفة،بأنني لن أكون بورجوازيا،لذلك لم أمارس التجارة قط،ولم اقتحم السياسة حتى أحظى بفرصة ما لتقاسم الكعكة مع "النبلاء" في "الأعلى"،ولم تراودني أفكار الهجرة بشكل جدي إلا الصيف الفائت ولكنني خفت وتراجعت عنها،فقد يتهمونني سهواً بالإرهاب،فبشرتي قمحية الملامح واسمي عربي،مع أنني لو كنت حقا مشروع إرهابي،لفجَّرت نفسي على عتبات الوطن،فقد تكدست عليها أحذية اللصوص والكثير من المظالم.عدت لوكري بعدها وخبأت جواز سفري بعيداً قرب بطاقة تعريفي البلاستيكية وشجرة نسبي ذات الأغصان المتداخلة والمليئة بالطلاسم،إلى أن أحظى بعمرة إلى بيت الله الحرام،لعل الله يغفر لي ذنوبي الكثيرة،وأولها حبُّ الوطن وممارسة الرقص في مجالس العزاء.
خلاصة القول وببساطة شديدة لست مؤدلجا ولست مناضلا وليست لدي رسالة نبيلة كما يتصور بعض الطيبين،فأنا أجيد فقط صناعة الشاي والطبخ وكثير من الثرثرة وكرة القدم نوعا ما،لذلك لا تتوقعوا مني أكثر من ذلك،سأكتفي بممارسة هواياتي المفضلة السفر وتعلم الرقص على أشلاء المحن،وإذا شعرت يوما ما بالتعب من الوحدة والأسئلة، ربما سأرتبط بإحداهن مرة اخرى،لأنجب منها ما تيسَّر من الأطفال ليساهموا في زعزعة إستقرار الوطن،بعد أن مارس أبوهم سياسة النعامة ودفن رأسه في رمال السلام،مرة سألت بعض الاطفال عن أحلامهم،فقال لي أحدهم بأنه يحلم بأن يكون مديرا لشركة "سونلغاز"،فسألته مستغربا لماذا؟فقال لي لكي أقوم برفع قيمة الفواتير على المواطنين،يبدو أن الجيل الصاعد يملك الكثير من الأفكار الشريرة،لذلك فلنرقص قليلا قبل فوات الأوان....
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق