إعلان في الرئيسية

أخبار ساخنة

إعلان أعلي المقال

تاريخ و أصالة تاريخ و أصالة

المقاومة الشعبية بالأهڨار الجزء الثاني


المقاومة الشعبية بالأهڨار الجزء الثاني :

بعد إحتلال عين صالح عاصمة تيديكلت و تين بكتو عاصمة السودان الغربي ، لم يبق الأن سوى اهڨار وآزجر ، فاحتلال الواحات لا يمكنه أن يكون غاية في حد ذاته لأنها ليست سوى جزءا من الصحراء الكبرى ، يعبر أحد الضباط عن هذه الوضعية قائلآ : "بلدنا السيد في الشمال والجنوب وعلى حافتي الصحراء ، لكن في الوسط توجد منطقة يمكن القول أنها غير معروفة ، تعود فيها السيادة إلى مجموعة من الرجال الذين يمنعون ويغيرة المرور بداخلها ، لا يمكن أن تستمر هذه الحالة "
وفي هذه الأونة كان لابرين الذي عين حاكما أعلى للواحات ، وكوفي cauvetرئيس ملحق عين صالح ، يحضران للكيفية التي سيحتلون بها اهڨار ، ويخططان للحصول أولا على أكبر قدر من المعلومات حول الإمكانيات الفعلية ل كيل أهڨار و حجم قواتهم و نوعية سلاحهم ، وما تحصلوا عليه لا يمكن سوى ، أن يشجعهم على الاستمرار في برنامجهم ، أهڨار في الواقع : " قليل العدد الأرقام تدل على وجود 300محارب يملكون القليل من الأسلحة النارية ، ولكنهم يتمتعون أيضا بحماس حربي يجعلهم لا يستهان بهم " ثم لا يجاورهم أي بلد يمكن يساندهم فهم بعيدون عن طرق القوافل السلاح ، لم يبق إذن سوى الوقت المناسب للغارة .
وفيما يشبه حادثة المروحة جاء الخبر المناسب الذي اعتبر سببا كافيآ وفي شهر مارس 1902م أوقعت مجموعة من التوارق تحت قيادة بابة قافلة من تديكلت ، في منطقة مويدر حينما كانت متجهة نحو الهڨار .
ونظرا لمخالفتها للقوانين التقليدية خاصة الرخصة من امنوكال ورسوم المرور و الحماية زيادة على قدومها من منطقة احتلها العدو ، احجزت جمال قائد القافلة (بن مسيس) أحد القرويين الخاضعين لفرنسا ، و "يسيئ بابة معاملة خادم " إحدى النساء النبيلات (فاطمة ولت مسيس) التي كانت رفقة القافلة ، وهذا بتسويطة قائلا : " هذا ما سأفعله  من التوارق النبلاء الذين قبلوا عبودية الفرنسيين هؤلاء الكفار الملعونين " .
تناول السكان الخبر بين الحقيقة والخيال ، أما السلطات الفرنسية فقد اعتبرته رسالة موجهة إليها كما عبر أحد ضباطها : "ذلك القول كان أكثر من إهانة وشتم لنا.....لابد من العقاب بقسوة ، كرامة فرنسا تفرض ذلك ، ولابد أن تبرهن على قواتها أمام توارق أهڨار .
•رغم أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها ، إذ افترضنا بصحة القول نفس المتحدث الذي أكد قبل ذلك و بالضبط بعد إحتلال عين صالح " أن التوارق يعتدون على كل قافلة تمر في اراضيهم او بمحاذاتها... ولم يترددوا في مضاعفة هجوماتهم حتى على مشارف الواحات و يعودون بسرعة إلى معالمهم في الجبال . الملاجئ التي يعتبرونها آمنة من كل إعتداء "
لم يعد الانتقام مهما لكرامة فرنسا التي أصبحت متجسدة في من تسميهم الأندجان إلا عندما حان الوقت .
في بداية سنة 1902م لم تكن الفرق الصحرواية موجودة ، فلجآ رئيس ملحق عين صالح إلى تكوين مجموعة (قومية الميهاريست) من قبائل شمال الصحراء و يعرض الفكرة على لابريبن الذي اساسها وسعد بها
اوكلت المهمة للملازم #كوتنست الفرنسي الوحيد في الفرقة ، وكانت مهمته الوصول إلى أهڨار (واسترجاع ماتم أخذه من الإعتداء الأخير وإستعمال القوة إذا لزم الأمر ، بمعنى أخر يجب لعب دور السلطة مهما كان )
غادر المئة و الثلاثين 130 مهاريست المشكلين للفرقة عين صالح في 22 مارس 1902م و تمر بالتدريج على مويدر تفدست ، وتصل إلى أهڨار ، كان كيل أهڨار يتراجعون إلى المرتفعات و يراقبون مسيرة القوم بحذر ، فهم يبحثون على كيفية جلب الفرقة إلى مكان المناسب يستطعون فيه النيل منها .
أخيرآ وعلى بعد حوالي 40كلم شمال غرب تمنراست وعلى حافتي "تيت" تمت المواجهة بين البنادق و الرماح يوم 07ماي 1902م انسحب كيل أهڨار بعد أن فقدوا 93 رجلا .
أما الجانب الفرنسي فقد خسر 04 قتلى حسب المصادر الفرنسية لكن المؤرخ الفرنسي الكبير Gautierلم يعتبر هؤلاء القتلى خسارة فعبر عن شعوره بصفة مدهشة ولكنها معبرة : " كان هذا دما بربريا كوتنيست القائد والروح في نفس الوقت ، هو الفرنسي الوحيد في هذه الفرقة الصغيرة خلال مسيرة ليلية ، هوى من مهره ، وكسرت له ثلاثة اضراس إنه الدم الفرنسي الوحيد ، بمعنى هذا ما خسرناه من غزو أهڨار " إن الروح أربعة "برابرة" لا تساوي ضرسة فرنسي واحد ، هذه هي العقلية الاستعمارية .
لقد تكلم عاليا و جهرا بما يفكر فيه الفرنسيون صمتا و سرا ، ليكشف لنا الإستراتيجية الفرنسية الجديدة لغزو الصحراء بأقل ثمن .
•وهو ما جعل لابرين ينشئ الفرق الصحرواية (مهاريست) بعد أن تأكد من نجاحها بصفة رسمية والتي بفضلها استطاع وبدون مصاريف ، وبخسائر قليلة أن يحتل الصحراء و السودان ، هذا الدرك الميهاريست ولد إذن بفضل كوتنست .
لقد حطمت هذه المعركة أسطورة التوارق الذين لا يقهرون إلى الأبد ، وليس لها مفعول معنوي فقط بل مادي ايضآ ، فقد تحولت قبيلة داڨ غالي التي كانت القوة العددية الضاربة لأهڨار إلى يتامى ، ولابد من عدة أجيال لكي تعوض موتاها .
كانت هذه المعركة نقطة تحول في التوغل الفرنسي بأهڨار ، فقد كانت لها انعكاسات داخلية بين أهل العصبية الحاكمة ، في مواصلة المقاومة أو الإستسلام في نفس الوقت الذي نظمت فيه الفرق الفرنسية و نشطت.
بعد الانتصار اعتبرت هذه الهزيمة انتقامآ ل مهمة فلاترس ونسي بن مسيس و أخته وخادمها الذين انطلقت الغارة "من اجلهم" وبتحريض منهم .
لكن مهما كان السبب بن مسيس ، فلاترس ، مثلما تم التنكر في المهمة العلمية لعين صالح فالهدف دائمآ نفسه ، السيادة بالقوة .
لقد علم الفرنسيون بالوضعية المتناقضة التي سادت في أهڨار فكثفوا من استطلاعاتهم حتى يرجحوا الكفة لصالحهم وتسهيل الخضوع ، وهم بذلك يظهرون القوة لكي لا يستعملونها ، وتتالت المناورات فيما بعد ، لكن أهمها دورية Guillo_lohan وهو اول من اختراق أهڨار بجيش نظامي سنتكلم عنها في جزء القادم+صور وخرائط....يتبع الى الجزء الثالث.......√






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *