إعلان في الرئيسية

أخبار ساخنة

إعلان أعلي المقال

تاريخ و أصالة تاريخ و أصالة

الذكرى 189 لمجزرة قبيلة العوفية

 




7 افريل 1832 : الذكرى 189 لمجزرة قبيلة العوفية ..... إحدى أفظع جرائم الإستعمار الفرنسي ، الذي اباد خلالها وفي ليلة واحدة الآلاف من الجزائريين العزّل ، على مشارف الجزائر العاصمة ، و أباد خلالها قبيلة العوفية إلى الأبد ...... تاريخ منسي لم يتذكره إعلام العار اليوم ولا الأكاديميون ولا من يتاجرون بملف الذاكرة .... تاريخ مطموس سنحاول تعريفكم به .... كي لا ننسى !! بدأت الأحداث عندما قام الحاج أحمد باي ( باي قسنطينة ) بإعلان الجهاد ضد المستعمر الفرنسي ، أحمد باي الذي كان يطمح لأن يصبح داي الجزائر بطرده الفرنسيين ، إعتمد على قبائل الشرق الموالية له لأنه تربى وسط أخواله في منطقة الزيبان .... قام أحمد باي بعزل جملة من الآغوات ، و هم إقطاعيون جزائريون كانوا يحكمون المناطق الجزائرية كممثلين عن الباي العثماني ، من بين الأغاوات الذين تم عزلهم فرحات بن سعيد ، آغا العرب بالصحراء ، وعين مكانه محمد بن ڨنّة ، لم يقبل بن سعيد الأمر و قرر التحالف مع المستعمر للحفاظ على نفوذه ... فبعث قافلة من الهدايا إلى الجنرال دوق روفيڨو القائد العام للجيش الفرنسي ..... المجرم السّفاح الذي سميت باسمه مدينة بوڨرة ، والذي حوّل مسجد كتشاوة الى كنيسة إستقبل روفيڨو القافلة و أعطى أفرادها هدايا كثيرة ليعودوا بها إلى بن سعيد ، لكن في طريق العودة ، بين الحراش و بقالم ( مفتاح ) ، هاجمت قبيلة العوفية القافلة و نهبتها ( حسب افتراءات الفرنسيين ) ، يوم 5 افريل 1832 ..... العوفية هي قبيلة من البدو الرحل كانت تقيم بالمنطقة المتواجدة حاليا بين مفتاح و الحراش و خميس الخشنة ( بومرداس ) ، شرق واد السمار ، بين قبائل عرش خشنة التاريخي .... يقول البعض أنهم ينحدرون من عرش أولاد نايل ( قبيلة أولاد عيفة ) ، كما جاء في بعض المصادر الفرنسية أن تسميتهم oufella ، بمعنى المنطقة العليا بالأمازيغية ، أي الذين جاؤوا من الهضاب العليا ، أبناء قبيلة العوفية إعتادوا على الترحال نحو متيجة الشرقية منذ قرون و اختلطوا بأهلها ..... كانت قبيلة العوفية كثيرة العدد ، معروفة بقوة فرسانها و قطعان ماشيتها الكبيرة ..... قرر المجرم روفيڨو معاقبة القبيلة ، وهو في الحقيقة اتخذ الحادث ذريعة لتقتيل الجزائريين و بث الذعر بينهم ، فأرسل جيشا من 800 عسكري بقيادة صهره فودواس لإبادة القبيلة ، وصل المجرمون فجر يوم 7 أفريل إلى بيوت و خيام العوفية لما كان أغلبهم نياما...... وقاموا بتقتيلهم ذبحا : رجالا ، نساءا و اطفالا ، نكّلوا بأجسادهم ، أخذوا حلي النساء بعد تقطيع أيديهن ، ولم ينج من المجزرة إلّا 4 اشخاص ، قيل أنّ أحدهم فر إلى البليدة ، وهو جد عائلة خشنة العريقة !!! أما شيخ العوفية الربيع بن سيدي غانم ، فأسر و حوكم محاكمة صورية انتهت بقتله ، وعلق رأسه بباب عزون بالعاصمة ، حتي مواشي القبيلة لم تسلم من جشع الفرنسيين وبيعت لقنصلية الدانمارك !! جاء في الأرشيف الفرنسي أن عدد القتلى تراوح بين 60 و 100 شخص ، لكن الباحثين الجزائريين يقولون أن العدد أكبر من ذلك بكثير .... مصطفى لشرف مثلا يتحدث عن 12.000 قتيل .... رحمهم الله تعالى و أسكنهم فسيح جنانه ظن الفرنسيون أن مجزرة العوفية ستبث الرعب في قلوب الجزائريين و تفشل مقاومتهم ... إلا أنهم قرروا مواصلة المقاومة، بقيادة الحاج بن زعموم ، أحمد باي ، الأمير عبد القادر و قائديه البطلين بن علال و محند أو عيسى البركاني ، الحاج المقراني ، شريف بوبغلة ، لالا فاطمة ن سومر ، الشيخ أحداد ، الشيخ بوعمامة ، الشيخ أمود ، مالك البركاني ، بن ناصر بن شهرة ، بن بو لعيد و بن مهيدي و عميروش و سي لحواس و زيغود و بونعامة و بوڨرة .......إلخ ، حتى طردوا المجرمين الفرنسيين بعد استشهاد الملايين من الأبطال دفاعا عن أرضنا الطاهرة ، التي سقوها بدمائهم الشريفة .... صفحة سوداء في تاريخ فرنسا ، تجاهلتها المقررات المدرسية و دوائر الإعلام الرسمي و دراسات الأكاديميين للأسف .... جريمة في حق الإنسانية يجب أن تدّرس و تعلّم لجيل اليوم ، كي يعرف أبناؤنا حقيقة المستعمر الحقير ..... ولكي يدركوا حجم الطمس الممنهج لتاريخ متيجة والولاية الرابعة التاريخية ككل ..... رحم الله أبطالنا و أسكنهم فسيح جنانه ، وإنا على نهجهم سائرون .... في سبيل خدمة أرض أجدادنا المباركة .... حبّ وطننا الذي لا يكتمل في تقديري إلا بنبذ و مقت المستعمر الفرنسي و رموزه و فكره ، كما قالها يوما شيخنا و إمامنا عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى : لو طلبت مني فرنسا قول لا إله إلا الله ما قلتها ...... و أتكلم هنا عن كره رموز المستعمر للحفاظ على شخصيتنا و هويتنا ، لكي نقدّر قيمة و مدى تضحيات أجدادنا .... لا كره الفرنسيين كأشخاص أو الفرنسية كلغة ... لأنهم إخوتنا في البشرية كغيرهم من البشر ، ديننا و أعرافنا يأمراننا بالإحسان إليهم ما أحسنو إلينا .... المجد والخلود لشهدائنا الأبرار حفظ الله أرض الأجداد تحيا الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *