إعلان في الرئيسية

أخبار ساخنة

إعلان أعلي المقال



كمواطن؛ لم أمتلك من الثروة الحيوانية إلا معزاة واحدة لا أتذكر لونها بالضبط.اتمنى من الحكومة ان تقدم قطيعا منها لبعض المواطنين في إطار "خطتها الفلاحية والرعوية" للنهوض بالبلد عبر تقريب الماعز من المواطن..
معزاتي أتذكر جدتها "جوكر" بوضوح. كانت مثقفة إلى أبعد الحدود، تأكل الجرائد والكتب وتشارك في العملية الديمقراطية بأكلها لقوائم المترشحين. وكانت لا تلد إلا في حوشنا حتى لو شعرت بالمخاض خارج المدينة. كما كانت تفتح الصناديق بقرنيها وتغطس في الماء صيفا لتبريد حرارته. كانت محتشمة ولا أذكر أنها أتت بعتروس غريب إلى الحوش. كانت تلد غالبا ثلاثة توائم وكان ضرعها مدرارا مثل الغيوم بفصل الخريف. عندما شاخت وضعفت أسنانها ولم تعد قادرة على منافسة الماعز على كشط كدادة(لكراطن) ساءت حالتها النفسية. وأصبحت منزوية عن القطيع وكثيرة التأمل حتى عمدت ذات مساء إلى السمن(الدهان الحر) وشربته لتتدهور صحتها ثم تموت مخلفة الكثير من الأحفاد والأمجاد اللبنية والمغامرات والشجار. كانت شجاعة وتخرج ليلا ولا تخشى الذئاب ولا الكلاب الضالة. دفنتها أنا وصديقي تحت نبتة (الفرسيڨ) نبتتها المفضلة، صلينا عليها وللأسف ركعنا وسجدنا لأننا كنا صغارا ولا نعرف بالضبط كيف يودع الموتى.
من سبق له تذوق( اللبا) او اكل رفيس بدهان الماعز بحليب او ثم تداويه من مرض بوصفير بقطعة لحم من منه سيدرك أن الماعز ثروة لا تقدر بثمن..
تعرض الماعز في السنوات الأخيرة إلى مضايقات كبيرة ما زالت مستمرة، ومن بعض البلديات خصوصا بدعوى تشويهه للوجه الحضري لمدننا وشوارعنا "النظيفة والأنيقة". من هذا المنبر؛ أطالب بإعادة الاعتبار للماعز، وتشييد نصب تذكاري لمعزاة بقلب كل مدينة إن كان لها قلب. فكم من أسرة بالريف عاشت ودرست أبناءها على عائدات قطيع صغير من الماعز. ويكفي الماعز شرفا أنه لم يكن بنوكا متحركة يدفن فيها المفسدون سرقاتهم من ثروات البلد التي نهبوها ودفنوا بعضها في قطعان الإبل والبقر والاغنام. كما أنها لا تقدم هدايا للمعينين في مناصب سامية في الدولة لأن حجمها لا يتناسب مع حجم ولائم "المفسدين"....
صباحكم سعيد ملأه النشاط والتفائل..
والصورة لماعز ابن عمتي َقد تخدم النص ربما..



اقول ماتقرؤون واستغفر الله لي ولكم....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *