إعلان في الرئيسية

أخبار ساخنة

إعلان أعلي المقال

 


أنقذو مليكة المنيعة sauvez malika




في نقطة التقاء الطريقين الصحراويين رقم 1 Nنحو تمنراست و 51 N نحو تيميمون و أدار و بشار بعد ستين كيلومترا عن الولاية المنتدبة المنيعة ، هناك يستحيل على المارين أن لايلاحظوا ذلك الكوخ المنعزل بجانب محطة الخدمات التي يضطر معظم المسافرين من ولايات الوسط و الشرق خاصة المتوجهون نحو الجنوب ومنه نحو الشمال أن يرتاحوا فيها .
اقترب أكثر إلى الكوخ ، أكثر نحو بابه ، ستسمعها تناديك : أهلا بوليدي ، لاباس ، واش خصك ؟
هي الملكة مليكة أو خالتي مليكة كما يسميها من يعرفونها ، مليكة ابنة ولاية قسنطينة التي اختارت لنفسها منفى اختياري في تلك النقطة البائسة متحدية الزمن و المناخ و مجتمعنا الذكوري القاسي الذي لايرحم تبيع الماء و بعض من حاجيات السفر للمارين .
خالتي مليكة ابنة مدينة الجسور المعلقة قسنطينة و التي حسب العديد من الروايات ابتليت بألم فقدان الإبن الوحيد الذي اغتيل في سبيل الدفاع عن وطنه في ولاية تامنراست و الذي من أجله تركت أضواء قسنطينة لتستقر في نقطة اللاعودة و منعرج الوفاء و الحنين للأبن الذي خرج و لم يعد .
خالتي مليكة تغيرت ، صارت تعاني المرض و الوحدة ، تعاني الخوف من الأيام القادمة ، فمند أربعة أعوام وهي مدة مهمات عملي و تنقلاتي إلى ولايتي عين صالح و أدرار أزورها ، أحاكيها وأتقاسم معها بعضا من همومها ، خالتي مليكة لم تشتكي يوما مند أن عرفتها لكن مند شهر في آخر رحلة عودة لي للشمال زرتها و أحسست بوجود خطب ما ، خالتي مليكة صارت تتنقل بصعوبة ، تتذكر بصعوبة...تحتاج لنظافة جسمها و محيطها .
" توجعني صدري و نبرد ياوليدي نرجع مانجمش نتنفس " !
هذه الجملة مزقتني على نصفين فكوخها كان جد بارد و أمامها كانت مدفئة كهربائية معطلة و في أحد الزوايا وجدت شابا من تيزي وزو يعمل سائقا انقل المواد الطاقوية وجدته منهمكا مع إصلاح مقبس كهربائي كان سببا في حدوث شرارة أدت إلى تعطل موقد خالتي مليكة .
تعاونت مع الشاب و أصلحنا الدارة الكهربائية و عاينا المدفئة التي لن تعمل بعد اليوم بسبب احتراق كلي في دارتها و تمزق جزئي في السلك المقاوم المنتج للحرارة فيها.
"باغية مدفأة ، هل يمكنكم الذهاب للمنيعة و شراء مدفئة لي ؟ لم أعد أحتمل ! بشحال يسواو ؟
نعطيكم جيبولي واحدة أكبر فهذه صغيرة لاتصلح !
يقاطعها الشاب : لاعليك خالتي مليكة خلي دراهمك في جيبك ، أملك bain d'huile بعد أيام نجيبهولك ، لكن يستحيل بقاؤك دون مدفئة ، سنحاول إصلاحها لكن تلزمنا مفاتيح خاصة سنطلبها من عمال محطة الخدمات "
وهنا تنهض خالتي مليكة ببطئ و تطلب مني إيصالها للمحطة التي لاتبعد كثيرا عن متجرها الكوخ كي تطلب مساعدتهم لأن الوقت ليس في صالحها و بعد دقائق تغرب الشمس و يبدأ صقيع الصحراء الذي مهما وصفته لكم لن تتخيلوا قساوته خاصة في تلك النقطة بالتحديد و التي تعتبر أسخن صيفا و أبرد شتاءا .
غادرت المحطة و كوخ خالتي مليكة التي تحتاج عاجلا لرعاية طبية دورية ، تحتاج لطبيب أمراض صدرية يكشف عنها ، تحتاج لمكان دافئ محترم لتستحم فيه و تخيلوا أنها تقطع أكثر من 50 كلم لتأخد حماما دافئا في المنيعة ...
أين هي مديرية التضامن في ولاية المنيعة ؟
أين هو المجتمع المدني ؟
أين هم الخيرون في ولاية المنيعة ؟
خالتي مليكة بحاجة لكم ، بحاجة لوجبة ساخنة ، بحاجة لمن يسأل عنها لأنها تنهار و تتلاشى كالشمعة يوميا و تحاول إخفاء ذلك لكن تقاسيم وجهها و دموعها صارتا تغلبانها .
خالتي مليكة مند أشهر قام المخرج حسان_فرحاني بإنتاج شريط وثائقي بعنوان 143_طريق_الصحراء عنها حقق نجاحات لشخصه في مهرجان عالمي لكن نجاحه زاد الملكة بؤسا ، حسان كان ذكيا استغل سداجة الملكة و طيبتها و رمى عليها بعض الدنانير و الوعود الكاذبة و غادر إلى فرنسا دون رجعة حاملا معه كنز خالتي مليكة في شريط من ذهب كمتاع سيحقق به لا شك أرباحا لن تنال منها خالتي مليكة إلا السراب الذي باعها أياه ، فحسان لم يوصل صوتها و لم ينقل انشغالاتها ولم يسألها واش خصك !؟
بالرغم من انها لازالت تسأل عنه و زملائه شوقي و ناريمان تتدكرهم جيدا و كلما التقيتها تسألني عنهم بإلحاح آملة تواصلا منهم معها .

ندائي لكل من يعرفون خالتي مليكة ، ومن يمرون بتلك النقطة ، تفقدوها ، زوروها ، اشتروا منها فخالتي مليكة الان بحاجة لمن ينقدها من تلك الجغرافيا القاسية ، الملكة بحاجة لسكن محترم ، بحاجة لدفئ عائلة قريبة منها تسهر على راحتها في ما تبقى من أيامها ...وندائي للمخرج حسان فرحاني ربي يهديه ، تفقد الملكة و احفظ حقوقها فتجاهلك لها سيؤديك و أنا من هذا المنبر سأعمل على كشفك للجزائريين و لمنظمي كل مهرجان تشارك فيه باسم خالتي مليكة التي استغليتها و التي ستتحول من نعمة إن لم تحسن استغلالها إلى نقمة تتعارض واخلاقك كمسلم ومع قوانين حقوق الإنسان .
أنقذوا خالتي مليكة ...
"كن إنسانيا أو مت و أنت تحاول "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *