الزواج في اغنى بلدية في إفريقيا
الحلقة الأولى
"الجيلالي" شاب جزائري ترعرع في منطقة عُرف عنها وطنيا بأنها أغنى بلدية في إفريقيا، حاسي مسعود المدينة البترولية التي جمعت أبناء الجزائر قاطِبة، كان الجيلالي أحد أشبالها نتيجة قدوم أبوه من الشرق للعمل وإعالة عائلته الفقيرة،
كبُر الجيلالي في البولفار وهو حي من احياء حاسي مسعود، يومياته بين الدراسة ولعب كرة القدم والحروب مع الأحياء المجاورة بإستعمال الأحجار في مشهد من مشاهد أطفال فلسطين ضد الإحتلال....
واصل دراسته في متوسطة البشير الابراهيمي وتفوق في الأهلية وانتقل الى متقنة الجيلالي اليابس، الثانوية الوحيدة ذلك الوقت والتي تبعد كثيرا على مقر سكناه بالبولفار.
كان ينهض باكرا من أجل الوصول على الثامنة صباحا إلى قسمه....
وبتوفيق من الله حاز على شهادة البكالوريا بمعدل جيد وانتقل إلى الدراسة بأحد معاهد آلعاصمة الذي تعرف فيها على زميلته في القسم "بختة"،
كانت علاقتهم مجرد زمالة في تبادل المعارف وأوراق الدروس والأفكار ولا تتعدى بعض النظرات المسروقة من طرفه دون علمها.
حين أنهى خمس سنوات من الدراسة وكتمان الإعجاب بزميلته رجع إلى أغنى بلدية في افريقيا في وضعية جديدة من الحياة التي تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الشباب، وهي البطال الباحث عن العمل...
بعد عام من البحث يمينا وشمالا وإرسال سيرته الذاتية المؤسسات وتوسط الأحباب، رزقه الله بعمل في شركة أجنبية بمجال المحروقات،
وكانت أول خطوة قام بها بعد التوظيف الإتصال بزميلته السابقة بختة التي عبّر لها عن ما يكنه لها من مشاعر وطلب يدها للزواج....
فلم ترفض وكانت ترى هذا الإتصال إلاّ في اضغاث أحلامها، كانت معجبة به وتبادله الشعور ولكن حيائها كان عائقا في البوح به، ولكن أخبرته بأن المشكلة مع والدها الذي يرفض أن تتزوج بناته بعيدا عنه، فقال لها أخبري اهلك وانا مستعد للقدوم مع أهلي مشيا على الاقدام لطلب يدك.
كانت معركة بختة شديدة ومريرة مع أهلها الذين تفاجؤوا للخبر ورفضوا الفكرة جملة وتفصيلا، ولكنها لم تكل أو تفقد الأمل في تحقيق مُرادها....
بعد رفضِها للجار الخلوق الذي تتمناه كثير من بنات عصرها وحيّها، فهِما والدها أن الطفلة قررت مصيرها فما كان عليه إلى تلبية رغبتها في العيش مع من تحب.
كانت العادات الجزائرية من خطبة وتقديم فخد الأضحية والزغاريد هي السائدة، واختارا لبعضهم يوما حارا من ايام شهر جويلية للإحتفال بالزواج بعد عام ونصف من الخطبة وبروتوكولات العائلة الجزائرية المتعبة قبل العرس.
في الطرف الآخر قبل اليوم المشهود بأشهر قليلة، كان الجيلالي يعيش ضغطا رهيبا لكراء سكن يعيش فيه هو وزوجته بسبب ضيق سكنات البولفار، وكان السؤال اليومي لبختة (دبرت سكنة ولا مزال؟)، وكان أكثر سؤال لا يحب سماعه،
بعد بحث طويل وجد بيتا صغيرا طلب فيه صاحبه تسبيق لمدة عام مع عدم إنتظاره لشهر جويلية بل يبدأ في الدفع مند يوم الإتفاق ولن ينتظره وإلاّ يبحث عن أجير آخر إذا رفض العرض... فما كان عليه إلا القبول وأخد البيت ثلاثة أشهر قبل زفافه.
وصل يوم السعد، كان بهيجاً بين الأحباب والأقارب وأبناء البولفار خاصة والحاسي عامة الذين خلقوا جواً كبيرا في قاعة الحفلات، وحملوا إبن حيهم وصديق الطفولة على الأكتاف في منظر أخوة لم يألفه أقارب العروس....
بعد الحفل بيومين حمل بختة في رحلة الى إسطنبول وكانت أول مرة تركب الطائرة وتخرج من وسط الجزائر،
أمضت فيها أسبوع لا يُنسى وعاشت أياما لا تختلف عن نجمة بطلة مسلسل تركي معجبة بها، كانت نجمة تركيا الأولى....
رجعوا إلى العاصمة والسرور باديا على العروسين وبعد أسبوع أخر هناك غادرت بختة أمها وإخوتها بدموع الفراق نحو أغنى بلدية في إفريقيا التي رسمت مخيلتها كل شيء إلى ما وجدته من درجة حرارة عالية ومدينة لا يوجد فيها أدنى أماكن الترفيه التي إعتادت على الخروج كل نهاية أسبوع إلى مناطق ترفيه متنوعة من بحر إلى حديقة الحامة نحو المركبات التجارية فجبال الشريعة الشامخة.
دخلت بيتها الجديد ووجدته مجهز بعد أن تعب الجيلالي في تجهيزه ورأت غرفتها أمام عينيها بعد أن شاهدت صورها على الهاتف فقط
أربعة أشهر والبيت مغلق وثمن الكراء مدفوع بقت ثمانية عاش فيها الزوجين الطمأنينة والهدوء وحملت بختة بأول صغير لهما وكان حديثهم اليومي يدور حول الإسم بحيث أرادت تسميته مهند ولكن الجيلالي رفض الفكرة لعلمه أن مصدره مسلسل تركي وإختار له إسم دحمان في إنتظار يوم الوضع.
قبل نهاية عام الإيجار بأسبوع إتصل به صاحب البيت، فظن الجيلالي أنه من أجل إرسال أموال ايجار العام الجديد، ولكن كانت صدمته كبيرة عندما أخبره بأن عليه الخروج من البيت لأنه قرر الرجوع الى المدينة بسبب أبناءه الصغار الذين لم يتأقلموا جيدا في مقر سكن أجدادهم بغرب البلاد....
يتبع.....»»»
الحلقة الأولى
"الجيلالي" شاب جزائري ترعرع في منطقة عُرف عنها وطنيا بأنها أغنى بلدية في إفريقيا، حاسي مسعود المدينة البترولية التي جمعت أبناء الجزائر قاطِبة، كان الجيلالي أحد أشبالها نتيجة قدوم أبوه من الشرق للعمل وإعالة عائلته الفقيرة،
كبُر الجيلالي في البولفار وهو حي من احياء حاسي مسعود، يومياته بين الدراسة ولعب كرة القدم والحروب مع الأحياء المجاورة بإستعمال الأحجار في مشهد من مشاهد أطفال فلسطين ضد الإحتلال....
واصل دراسته في متوسطة البشير الابراهيمي وتفوق في الأهلية وانتقل الى متقنة الجيلالي اليابس، الثانوية الوحيدة ذلك الوقت والتي تبعد كثيرا على مقر سكناه بالبولفار.
كان ينهض باكرا من أجل الوصول على الثامنة صباحا إلى قسمه....
وبتوفيق من الله حاز على شهادة البكالوريا بمعدل جيد وانتقل إلى الدراسة بأحد معاهد آلعاصمة الذي تعرف فيها على زميلته في القسم "بختة"،
كانت علاقتهم مجرد زمالة في تبادل المعارف وأوراق الدروس والأفكار ولا تتعدى بعض النظرات المسروقة من طرفه دون علمها.
حين أنهى خمس سنوات من الدراسة وكتمان الإعجاب بزميلته رجع إلى أغنى بلدية في افريقيا في وضعية جديدة من الحياة التي تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الشباب، وهي البطال الباحث عن العمل...
بعد عام من البحث يمينا وشمالا وإرسال سيرته الذاتية المؤسسات وتوسط الأحباب، رزقه الله بعمل في شركة أجنبية بمجال المحروقات،
وكانت أول خطوة قام بها بعد التوظيف الإتصال بزميلته السابقة بختة التي عبّر لها عن ما يكنه لها من مشاعر وطلب يدها للزواج....
فلم ترفض وكانت ترى هذا الإتصال إلاّ في اضغاث أحلامها، كانت معجبة به وتبادله الشعور ولكن حيائها كان عائقا في البوح به، ولكن أخبرته بأن المشكلة مع والدها الذي يرفض أن تتزوج بناته بعيدا عنه، فقال لها أخبري اهلك وانا مستعد للقدوم مع أهلي مشيا على الاقدام لطلب يدك.
كانت معركة بختة شديدة ومريرة مع أهلها الذين تفاجؤوا للخبر ورفضوا الفكرة جملة وتفصيلا، ولكنها لم تكل أو تفقد الأمل في تحقيق مُرادها....
بعد رفضِها للجار الخلوق الذي تتمناه كثير من بنات عصرها وحيّها، فهِما والدها أن الطفلة قررت مصيرها فما كان عليه إلى تلبية رغبتها في العيش مع من تحب.
كانت العادات الجزائرية من خطبة وتقديم فخد الأضحية والزغاريد هي السائدة، واختارا لبعضهم يوما حارا من ايام شهر جويلية للإحتفال بالزواج بعد عام ونصف من الخطبة وبروتوكولات العائلة الجزائرية المتعبة قبل العرس.
في الطرف الآخر قبل اليوم المشهود بأشهر قليلة، كان الجيلالي يعيش ضغطا رهيبا لكراء سكن يعيش فيه هو وزوجته بسبب ضيق سكنات البولفار، وكان السؤال اليومي لبختة (دبرت سكنة ولا مزال؟)، وكان أكثر سؤال لا يحب سماعه،
بعد بحث طويل وجد بيتا صغيرا طلب فيه صاحبه تسبيق لمدة عام مع عدم إنتظاره لشهر جويلية بل يبدأ في الدفع مند يوم الإتفاق ولن ينتظره وإلاّ يبحث عن أجير آخر إذا رفض العرض... فما كان عليه إلا القبول وأخد البيت ثلاثة أشهر قبل زفافه.
وصل يوم السعد، كان بهيجاً بين الأحباب والأقارب وأبناء البولفار خاصة والحاسي عامة الذين خلقوا جواً كبيرا في قاعة الحفلات، وحملوا إبن حيهم وصديق الطفولة على الأكتاف في منظر أخوة لم يألفه أقارب العروس....
بعد الحفل بيومين حمل بختة في رحلة الى إسطنبول وكانت أول مرة تركب الطائرة وتخرج من وسط الجزائر،
أمضت فيها أسبوع لا يُنسى وعاشت أياما لا تختلف عن نجمة بطلة مسلسل تركي معجبة بها، كانت نجمة تركيا الأولى....
رجعوا إلى العاصمة والسرور باديا على العروسين وبعد أسبوع أخر هناك غادرت بختة أمها وإخوتها بدموع الفراق نحو أغنى بلدية في إفريقيا التي رسمت مخيلتها كل شيء إلى ما وجدته من درجة حرارة عالية ومدينة لا يوجد فيها أدنى أماكن الترفيه التي إعتادت على الخروج كل نهاية أسبوع إلى مناطق ترفيه متنوعة من بحر إلى حديقة الحامة نحو المركبات التجارية فجبال الشريعة الشامخة.
دخلت بيتها الجديد ووجدته مجهز بعد أن تعب الجيلالي في تجهيزه ورأت غرفتها أمام عينيها بعد أن شاهدت صورها على الهاتف فقط
أربعة أشهر والبيت مغلق وثمن الكراء مدفوع بقت ثمانية عاش فيها الزوجين الطمأنينة والهدوء وحملت بختة بأول صغير لهما وكان حديثهم اليومي يدور حول الإسم بحيث أرادت تسميته مهند ولكن الجيلالي رفض الفكرة لعلمه أن مصدره مسلسل تركي وإختار له إسم دحمان في إنتظار يوم الوضع.
قبل نهاية عام الإيجار بأسبوع إتصل به صاحب البيت، فظن الجيلالي أنه من أجل إرسال أموال ايجار العام الجديد، ولكن كانت صدمته كبيرة عندما أخبره بأن عليه الخروج من البيت لأنه قرر الرجوع الى المدينة بسبب أبناءه الصغار الذين لم يتأقلموا جيدا في مقر سكن أجدادهم بغرب البلاد....
يتبع.....»»»

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق